الطريقة الصحيحة لعلاج التهاب الاذن لدى الرضع

التهاب الأذن شائعة جدًا عند الرضع ، ولكن قد يكون من الصعب معرفة متى تكون شديدة ، لكننا فى المقال التالى سوف نتعرف على علامات وأعراض وعلاج التهاب الاذن لدى الرضع حتى تتمكن من مساعدته.

 

التهاب الاذن هي ثاني أكثر الأمراض شيوعًا في مرحلة الطفولة بسبب نزلات البرد المتكررة ، ومن الطبيعي أن يوصف الطبيب احدى انواع المضاد الحيوي التى تساعد فى الشفاء ، لكن اليوم اختلف الامر قليلا واصبح الاطباء لا يوصفون المضادات الحيوية ، وذلك لأن الجراثيم التي تسبب التهابات الأذن أصبحت مقاومة للمضادات الحيوية.

 

الطريقة الصحيحة لعلاج التهاب الاذن لدى الرضع

 

* ليس كل آلام هو التهاب الاذن :

يمكن أن يؤدي احتقان الزكام إلى جعل آذان الطفل تبدو مسدودة ومؤلمة ، ولكنها ليست بالضرورة التهاب الاذن ، ففي بعض الأحيان ، يمكن أن يكون ألم الأذن في الواقع ألمًا من مشكلة في الأسنان ، فعلى سبيل المثال لا يسبب التسنين إلتهابات الأذن ، ولكن يمكن أن يؤدي إلى آلام الأذن.

 

* البكتيريا ليست السبب دائما فى التهاب الاذن :

فقد تحدث بعض العدوى بفيروسات ، مثل الجراثيم المسؤولة عن نزلات البرد ، في حين أن ارتفاع درجة الحرارة مع طبلة الأذن الملتهبة من المرجح أن تشير إلى أن البكتيريا تسبب ألم للطفل ، فإنه ليس من السهل دائمًا بالنسبة لنا أن نعرف الفرق.

 

* لا تحتاج كل انواع التهابات الاذن إلى مضادات حيوية حتى تتحسن :

لقد تبين أنه حتى لو كان سبب التهاب الاذن هى البكتيريا ، فانه يمكن أن تختفي الالتهابات من تلقاء نفسها ، ففي الواقع سيبدأ أكثر من نصف الأطفال بالشعور بالتحسن في يوم واحد مع استخدام المضادات الحيوية أو حتى بدونها ، وفي أسبوع يرتفع هذا العدد إلى ثلاثة أرباع .

لكن كأم لطفلك مع أوجاع الأذن ، بالتاكيد سوف لا تريدين الانتظار ، خاصة إذا كان ذلك يؤثر على نشاطاتك اليومية ، وستلجاين الى اعطاء طفلك احدى المضادات الحيوية ، لكن هناك مشكلة حقيقية عند اعطاء الرضع المضادات الحيوية ، بسبب انها يمكن أن تسبب آلام المعدة والقيء والإسهال والطفح الجلدي ، وأحيانًا ردود الفعل التحسسية أو مشاكل أكثر خطورة ، في حين أن الآثار الجانبية الرئيسية نادرة ، إلا أن اضطراب المعدة ليس كذلك ، ويذكر ان واحد من كل عشرة أطفال عند تناولهم للمضادات الحيوية ينتهي بهم الامر الى الاصابة بالإسهال .

مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية هى التى جعلت الاطباء قلقين ، فالبكتيريا تريد البقاء على قيد الحياة ، تماما مثل أي شيء حي آخر ، وعندما تتعرض للمضادات الحيوية ، تتكيف وتتغير بسهولة حتى تصبح الأدوية أقل فاعلية ، وبينما يتم القضاء على السلالات الأضعف من البكتيريا بالمضادات الحيوية ، تتكاثر سلالات اخرى الأقوى وتنتشربالجسم ، هذه هي بالضبط مشكلة الصحة العامة التي نراها نتيجة لإفراطنا في استخدام المضادات الحيوية .

 

لمساعدة أطباء الأطفال في تحديد متى يستخدمون المضادات الحيوية ، خرجت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بإرشادات ، وهى ما يلى

- لابد من التحقق من الأعراض مثل وجود ألم فى الأذن أو الاصابة بالحمى التي ظهرت فجأة على عكس البرد الثابت الذي كان يعاني منه الطفل لبضعة أيام ، فحقيقة أن هناك حمى على الإطلاق هو المهم ، كما لابد من التحقق من السائل بالاذن الوسطى ، والمعيار الثالث الذى لابد من التاكد منه هو علامات الالتهاب ، مثل طبلة الأذن الحمراء المنتفخة ، وبعض الأطفال أسهل في الفحص من غيرهم ، حيث يمكن أن يكون شمع الأذن عائق للرؤية داخل الأذن ، والصراخ أو الإصابة بالحمى يمكن أن يجعل لون طبلة الطفل يبدو أحمر لكن الهدف هو أننا يجب أن نبذل قصارى جهدنا للتأكد من وجود التهاب فى الاذن بالفعل .

 

* تقييم وعلاج الم التهاب الاذن :

الآباء يريدون المضادات الحيوية حتى يتحسن اطفالهم ، ومع ذلك في بعض الأحيان ، يكون دواء الألم ، عقاقير اخرى ، وقد يستغرق العلاج يومين أو ثلاثة أيام لكي تعمل الوصفة الطبية بما يكفي لجعلها أكثر راحة للطفل .

 

* النظر في عقد المضادات الحيوية لبضعة أيام :

يحتاج الاطباء الى التفكير فى عدة عوامل عند اتخاذ قرار وصف المضاد الحيوى للرضيع ، مثل كم عمر الطفل بالضبط ؟ هل فى تاكيد للاصابة بحدوث التهاب الاذن ؟ هل الالتهاب خفيف ام حاد ؟

فإذا كان عمر الطفل أقل من 6 أشهر ، فإن الطبيب يصف المضادات الحيوية باستمرار تقريبًا ، حيث ان الاطفال فى هذا العمر لا يستطيعون اخبارنا عن شعورهم ، بالاضافة الى انه ليس من السهل دائمًا إلقاء نظرة جيدة على آذانهم ؛ والالتهابات الخطيرة يمكن أن تكون خطرة جدا لتلك الفئة العمرية.

اما إذا كان عمر الطفل بين 6 أشهر و سنتان ، فإن القرار يعتمد على بعض الأمور ، مثل إذا كنا متأكدين من وجود التهاب الأذن ، ففى هذا الوقت يصف الطبيب المضادات الحيوية ،اما فى حالة عدم التاكد فمن الافضل ان ياخذ الرضيع دواء اخر ، خصوصا اذا كان الرضيع يبدو مريضاً حقاً .

بالنسبة للأطفال فوق سن الثانية ، من المفترض أن نكون أقل استخداما للمضادات الحيوية ، حيث ان الاصابة بالتهاب الاذن فى هذا السن غير شائع فينصح بإعطائهم فقط في حالة المرض شديد .

 


* يعتقد ان علاج التهاب الاذن يبرز حقيقتين مهمتين عن الطب ، اولها ان العلم يشبه الفن فى المتغيرات التى يشهدها كل يوم ، وان العلم ليس واضحا بما فيه الكفاية وبالتالى لا يمكن التنبؤ به كثيرا ، وثانيا فان الطب هو كل شئ عن العمل الجماعى ، حيث يعتمد اطباء الاطفال على الاباء والامهات فى وصفهم لما يعانى منه الاطفال الصغار .

 

مقالات مميزة